حوار مع حفيدى سنة 2052 ( 1 - 2 )
أفاقتنى هزة خفيفة من يد حفيدى من غفوتى على مقعدى و هو يقول :
- جدى ... جدى ، ماذا تعنى تلك الورقة ؟
تناولت منه ورقة صفراء قديمة جدا ً و وضعت على عينى نظارة القراءة و قرأت بصوت خفيض المكتوب :
احنا زمان كنا الزمان
كنا الهوى من غير هوان
كنا الأمان من غير حدود
الوهم مات
و الذكريات
قالت لحبك بالوجود
ياريت تعود
عمرى اللى راح
سماح سماح
يا حب أكبر من الجراح
ثم خلعت النظارة و أجبته فى بساطة :
- كلمات أغنية ...
نظر لى فى تساؤل و دهشة :
- ماذا تعنى أغنية ؟!
ربت على كتفه فى حنو و قلت :
- نوع من الشعر ستدرسه فى اللغة العربية مستقبلا ً .
ثم استطردت :
- إذا استطعت فاحفظ ما فى الورقة و اسألنى إذا لم تفهم منه شئ .
كان حفيدى فى السنة الخامسة من المرحلة الإبتدائية و كنت أكذب عليه لإنى أعلم جيدا ً لأنه لن يدرس سوى شعر الرثاء و المدح و الهجاء و أشعار المناسبات و الأشعار الدينية .
كنت أريد أن أقوم و أحضر له من خزانتى السرية إحدى الأغانى و أسمعها له و لكن منعنى تأثير الدواء من القيام ، كنت قد إحتفظت بعدة اسطوانات مدمجة عليها الكثير من الأغانى و الأفلام و الفيديوهات الفنية و أخفيتها فى خزانة سرية بعيدا ً عن أعين شرطة الرقابة الأدبية .
استكنت فى مقعدى و تركت الدواء يسرى فى جسدى و جلست أتذكر متى كتبت تلك الكلمات ... ، لقد كتبتها و انا فى ريعان شبابى أيام دراستى الجامعية .
سمعت رتاج الباب يـُفتح فأشرت لحفيدى إشارة يفهمها الصغير جيدا ً فسارع بإلقاء الورقة و يعاود الجلوس على مكتبى لإستذكار دروسه .
دخل ابنى متأبطا ً ذراع زوجته قائلا ً :
- السلام عليكم .
نظرت له برهة ثم رددت له السلام :
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ثم قالت زوجته :
- و عليكم السلام يا عماه .
نظرت لها محاولا ً معرفة داخلها فلقد كانت منقبة و لم أرها فى العشرين سنة الماضية سوى 3 مرات و كنت قد نسيت شكلها و ملامحها و حتى صوتها إذا سمعته فى مكان غير المكان لن أميزه ، أشرت لها بإيماءة من رأسى دون أن أجيبها .
سألته :
- أين كنت ؟
فأجابنى :
- فى المؤسسة ...
كان يعنى المؤسسة الإسلامية للصيرفة و هى البديل الوحيد للبنوك منذ سنة 1442 .
- أوقضيت مصلحتك ؟
- الحمد لله قاربت على الإنتهاء .
- سترحل الآن ؟
لم يجبنى و نظر لى مليا ً و قال لى :
- ابى ، لماذا لا تريد أن تنسى و تؤمن بأنه قدر الله ؟
- جدى ... جدى ، ماذا تعنى تلك الورقة ؟
تناولت منه ورقة صفراء قديمة جدا ً و وضعت على عينى نظارة القراءة و قرأت بصوت خفيض المكتوب :
احنا زمان كنا الزمان
كنا الهوى من غير هوان
كنا الأمان من غير حدود
الوهم مات
و الذكريات
قالت لحبك بالوجود
ياريت تعود
عمرى اللى راح
سماح سماح
يا حب أكبر من الجراح
ثم خلعت النظارة و أجبته فى بساطة :
- كلمات أغنية ...
نظر لى فى تساؤل و دهشة :
- ماذا تعنى أغنية ؟!
ربت على كتفه فى حنو و قلت :
- نوع من الشعر ستدرسه فى اللغة العربية مستقبلا ً .
ثم استطردت :
- إذا استطعت فاحفظ ما فى الورقة و اسألنى إذا لم تفهم منه شئ .
كان حفيدى فى السنة الخامسة من المرحلة الإبتدائية و كنت أكذب عليه لإنى أعلم جيدا ً لأنه لن يدرس سوى شعر الرثاء و المدح و الهجاء و أشعار المناسبات و الأشعار الدينية .
كنت أريد أن أقوم و أحضر له من خزانتى السرية إحدى الأغانى و أسمعها له و لكن منعنى تأثير الدواء من القيام ، كنت قد إحتفظت بعدة اسطوانات مدمجة عليها الكثير من الأغانى و الأفلام و الفيديوهات الفنية و أخفيتها فى خزانة سرية بعيدا ً عن أعين شرطة الرقابة الأدبية .
استكنت فى مقعدى و تركت الدواء يسرى فى جسدى و جلست أتذكر متى كتبت تلك الكلمات ... ، لقد كتبتها و انا فى ريعان شبابى أيام دراستى الجامعية .
سمعت رتاج الباب يـُفتح فأشرت لحفيدى إشارة يفهمها الصغير جيدا ً فسارع بإلقاء الورقة و يعاود الجلوس على مكتبى لإستذكار دروسه .
دخل ابنى متأبطا ً ذراع زوجته قائلا ً :
- السلام عليكم .
نظرت له برهة ثم رددت له السلام :
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ثم قالت زوجته :
- و عليكم السلام يا عماه .
نظرت لها محاولا ً معرفة داخلها فلقد كانت منقبة و لم أرها فى العشرين سنة الماضية سوى 3 مرات و كنت قد نسيت شكلها و ملامحها و حتى صوتها إذا سمعته فى مكان غير المكان لن أميزه ، أشرت لها بإيماءة من رأسى دون أن أجيبها .
سألته :
- أين كنت ؟
فأجابنى :
- فى المؤسسة ...
كان يعنى المؤسسة الإسلامية للصيرفة و هى البديل الوحيد للبنوك منذ سنة 1442 .
- أوقضيت مصلحتك ؟
- الحمد لله قاربت على الإنتهاء .
- سترحل الآن ؟
لم يجبنى و نظر لى مليا ً و قال لى :
- ابى ، لماذا لا تريد أن تنسى و تؤمن بأنه قدر الله ؟
Powered by WPeMatico